لماذا لم تغفر هذه المرة؟
- لأن الخطأ لم يكن في علاقتنا بل كان في قلبي، صدقني أنا أؤمن أننا لم نخلق للكمال بل إن الجمال يكمن في النقص وأننا وُجِدنا لنُخطأ ونتدارك الخطأ، ونخطأ وهكذا، كذلك بعض الأخطاء يمكن أن نغفرها ونتجاوزها، لأنها لا تمس صميم القلب، لا تمس الكبرياء أو الكرامة، أخطاءٌ عادية وإن كانت قاسية فـ ثمة أشياء لابد أن نضعها في عين الأعتبار، الضغط النفسي والعصبي والأجتماعي، الظروف الأقتصادية الصعبة، والسعي طوال الوقت من أجل تحقيق أبسط أمنياتنا، أنا شخص عاقل وناضج بما يكفي لتفهم هذة الأشياء وأستيعابها جيدًا، لكن ثمة أخطاء أيضًا تُظهر حقيقة أحبائنا، تكشف لنا صدق مشاعرهم، تمس القلب وتدُس في شريانه السهام المسمومة، كيف أغفر لك وأنا أشعر دائمًا إنني لست من ضمن أولوياتك؟ كيف أقول لك "أرجو أن تعتبرني من ضمن أولوياتك في الحياة"؟ وأنا أعتبرك محور كوني وعالمي، أي كلمات ستُرضي شعوري بإنني مُهمَل لا قيمة له في حياتك؟ كيف أغفر لك وأنا أشعر بالخذلان حين أحتاجك؟ كيف أقول لك "كن بجواري حين أحتاجك"؟ وأي مبرر عندك سيرضي شعوري بالخذلان حين لجأت إليك ولم أجدك؟ كيف أعاتبك وأنت دائمًا تُفقدني الثقة في نفسي؟ تضعني في مقارنات مع الناس وترى أن الفوز بـ قلبك منافسة شرسة تستحق القتال، بينما أنت كنت تملك قلبي وتتربع عليه، كيف أقول لك "اجعلني مميزًا في حياتك" كيف سأواجه نفسي بعد أن أقول أطلب منك هذا، كيف أقول لك "أرجوك لا تمس كرامتي في غضبك" دون أن أشعر بإني عرضت كرامتي على طاولة المفاوضات، أن أطلب منك أن تحترمني وتقدرني؟ ألا يُعتبر هذا الطلب هو قمة الإهانة..
لم أغفر لأني أدركت مكانتي الحقيقية في قلبك..
لم أغفر لأن أخطاءك تجاوزت علاقتنا وأصبحت تفتك بـ قلبي وكبريائي..
صدقني بعض الأخطاء تضع حواجزاً وسدوداً أكبر من قدرتنا على الحب ومن طاقتنا على النسيان والتجاوز.
إرسال تعليق