#لعنة_التاريخ_المتكررة
بقلم #عدنان_محتالي
يقال أن التاريخ يعيد نفسه و لكن بشكل مختلف كل مرة.
و في خضم الإجراءات التي اتخذتها السلطات الجزائرية ضد إسبانيا، تذكرت الأحداث التالية :
- المقولة الشهيرة ليوغرطا "روما للبيع من يشتريها" ، بعد توحيد نوميديا مرة أخرى و إعلانه الحرب على روما للتحرر منها، و خيانة بوخص له و تسليمه لأعدائه.
- تخلص الدايات في الجزائر من سيطرة الباب العالي في الدولة العثمانية، و مقارعتهم لدول أوروبا، معركة نافارين، حادثة المروحة، و احتلال الجزائر.
- مقاومة الأمير عبد القادر الشرسة للإستعمار الفرنسي، تأسيسه الدولة و خيانة ملك المغرب له، أسره و نفيه.
- النزعة الحمائية و العدائية التي أظهرها بومدين تجاه فرنسا و إسرائيل، إغتياله و تعرض الجزائر للتآمر و الهدم الممنهج مما أغرقها في سنوات من الدم و الظلام.
و ها نحن اليوم نشهد تراكم الخلاف بين الجزائر و عدد من الدول هي فرنسا، أسبانيا، حكومة الشرق الليبي، المغرب و إسرائيل، و لقد تعرضت كل واحدة من هذه الدول إلى العقاب و التضييق من طرف الجزائر بشكل أو بآخر، حتى الأخيرة حرمت من الولوج إلى الإتحاد الأفريقي كعضو مراقب و هو أمر على رمزيته فقد كان يعتبر انتصارا كبيرا لهم لو نجح، و وفوفها كسد في أكبر الأهداف الإستراتيجية للكيان و هي التطبيع الكلي معها، كما لا ننسى تحدي أمريكا و إستقبال لافروف في أوج الحصار المفروض على روسيا.
من خلال تجارب الماضي و الحاضر، لن نحتاج لجهد كبير لنلاحظ ما يلي:
- أن سكان الجزائر و حكامها، لطالما أتسموا بالنزعة التحررية، و أصروا على إستقالية قرارهم السياسي.
- أن حكام الجزائر دائما ما اتسموا بإحساس بالقوة يفوق قدراتهم الحقيقية مما يدفعهم إلى القيام بتصرفات تبدو غير متجانسة مع موازين القوى، لكن هذا لا يعني أنها غير عقلانية، ذلك أنها وليدة الظروف التي واجهها هؤلاء الحكام.
- أن كل هذه التجارب إنتهت بشكل وخيم على الجزائر، و كان السببان الرئيسيان هما تحالف الدول المعادية أو الخيانة من طرف الجيران أو الداخل.
و لهذا و من أجل تجنب تكرر لعنة التاريخ مرة أخرى، و من أجل تجنب #إنزال_سيدي_فرج آخر كما يحلو للقيادات العسكرية الجزائرية أن تقول، تعمد الجزائر دائما عبر التاريخ، و خصوا في العقدين الأخيرين على مراكمة القوة العسكرية Accumulation of military power، من أجل صد الأعداء و ردعمهم.
لكن و الأسف فلا كل هذه القوة العسكرية.... كافية، و لا شبكة الأحلاف التي نمتلكها..... موثوقة ( بسبب عدم وجود اتفاقيات دفاع مشتركة معها تجبرها على الدخول في حرب معنا)
و لهذا فيجب البدأ الآن في التفكير في #الردع_الأعظم، آلا و هو القدرات النووية ، يجب التفكير فيها، و التحضير لها، جيوستراتيجيا و جيوقتصاديا ، لتخفيف الضغوط و العقوبات، و تحضير الشعب سايكولوجيا من أجل التضحية و تقبل التكلفة الباهضة التي سنتكبدها جميعا.
قد يبدو كلامي غير عقلاني، لكنه عين العقل، فطباع الفرد الجزائري لم تتغير منذ قرون و لن تتغير أبدا، أي أن الجزائر ستتعرض بسبب مواقفها #المتشنجة، للعدوان اليوم أو غدا، سيأتي ذلك اليوم المشؤوم الذي تعلو فيه أسباب و ظروف تحطيم الجزائر على أسباب و ظروف استقرارها، فصوتها يتعالى أكثر كل يوم، و المضايقة و الألم الذي تسببه لكل هذه الدول يزيد كل يوم، و الخطر الأكبر إذا استطاعت هذه الدول إشعار الولايات المتحدة بالمضايفة معهم، و في تلك الحالة، لن ينفعنا لا الروس و لا الصينيون، سنتحصل في أحسن السيناريوهات على السلاح و نترك لنواجه مصيرنا وحدنا، و لن يحمينا أي شيء من هذا المصاب سوى الله و بعده الـ Bomb H.
ربما ليس اليوم، و ليس غدا، لكن عندما تسمح الفرصة و تنكشف فجوات التاريخ.... و يجب التحضير لهذه الفرصة.
Just think about it....
إرسال تعليق