ياسمينة في مكتمل الوصف
كريحانة مباركة الأوصاف تنبت في خطوة نبي أو قل كرشفة مسك فاحت من كلامه فسكنت سطوح الليل و النهار....ناشئة هي على مهل رشيق من براءة الورد و طفولة السنين ....
تمشي الهوينة على ثلج و نار ...كرواية هادئة أنيقة العنوان عفيفة الفصول تؤدبها حبكة حكيمة خبيرة بخبايا السطور .. . لديها الكثير من المشاكل و الأحزان المكتومة بذكاء أنيق و لكنها لا تحكيها لشفتيها أبدا بل تغريها بشيء من بسمة و حرفة الرضى في رحاب السرور...
لذلك فهي دائما مبتسمة سعيدة الشفتين و بكل جبروت العذارى و شهد النضوج الظاهر على ملامح كتمانها ...غضة طرية الإنبعاث كفرس نزارية عربية أصيلة الصهيل تركض في مضارب التحدي و الحبور ...
صامتة في صخب موسيقي مترف لا يسمع إيقاعه إلا كل محظوظ بصوت الملاك و مواكب الأنس و الإلهام التي قد تمر بشوارع رمشها صدفة دون سابق ميعاد أو مداد ...
فصيحة الٱهات في ضجيج صامت يتأتى من أقاصي روحها الطاعنة في كبرياء طفولي راسخ في النضج و الدلال...قربها قصة إنشراح و إنشاد ...
تارة يستدعيها الحظ لترتب على رفوفه مخارج العفاف و الحلال ...
و تارة أخرى يلح عليها الصدى في أن تصلح ما علق به من رذاذ جمالها المفعم بالعجب و فكرة المحال ...
قوية كفتنة الحضارة بين طيات بغداد... شقية كأساطير العراقة و تواريخ الذوق في سماء دمشق ... تقهر كل انكسار عابر بشربة من نيل يتدفق من أعالي ابتسامها فتجدد الذاكرة تماما كما تفعل القاهرة ...
ثائرة سمحة ودودة الداخل كريمة الحدود كالجزائر ...صبورة ذكية الأوصاف عليها سلام الحكماء كالمغرب...ياسمينية حبيبة للمعجزات تنحدر من نسل الصمود كتونس ...دمعها مسك مقفى و أحضانها سجلات زكية الفواح تعبق بمناقب الأمومة و العز يحرسها ميعاد أمين كالقدس ...غارق في فحواها بين طفولة كبرى تلهو بين غد و أمس ...
تضعف... تنكسر لبعض الوقت....تسقط كقافية متعبة من خدمة الشعر لسترتخي قليلا على صدر الأيام فترتاح ....
ثم سرعان ما ترمم نفسها بنفسها و تضع أحمر شفاهها و تنهض للحياة بكل قوة رقيقة و رقة قوية كعاصمة وسيمة تصافح البحر على مقربة من أغنية و صباح ......
قد لا تملك أحدا بجانبها ليحميها... و لكنها تملك من الماء و السم و العسل ما يكفي لقتل ألف رجل دفعة واحدة.... و من الحب ما يجعلها نائبة للحياة و بأقل عناق ممكن أو جرعة أمومة زائدة ....
## ##
إرسال تعليق