ماهي الرقية الشرعية و هل لها شروط و ما مدى مشروعيتها
الرقية الشرعية
تعريف الرقية
شروط الرقية
صفة الرقية
تأثير الرقية في المرقي
تعريف الرقية الشرعية
الرقية الشرعية هي : العوذة،معروفة،و الجمع رقَّى،
وتقول : إسْتَرْقَتُه فرقاني رُقْية،فهو راقٍ ،ورجل رقَّاء:صاحب رقَّى.يقال: رقى الراقي رقية ورقيّا اءا عوًَذ ونفثَ في عوذَتِه
تعريف الرقية وحقيقتها ومشروعيتها :-
*تعريف الرقية
- هى ادعية وقراءة يتخللها نفس وتكون فيها استعانة او استعاذة بالله سبحانه وتعالى وحده والقصد منها ان يكون ثم دفع للبلاء بإستعانة او استعاذة
- او كما قيل هى العوذة اي التحصين او الدعاء بنية رفع البلاء عن هذا الشخص الذى يرقي نفسه او يرقي غيره
- وهى تنقسم إلى قسمين
١-مشروعة:- يستعاذ فيها ويستعان بالله تعالى وحده
٢-ممنوعة:- يستعاذ فيها ويستعان بغير الله جل وعلا او ان تكون استعانة بالله ويشرك معه ولى او صالح او جن او صنم وهذا لا يجوز بأي حال من الاحوال
*مشروعية الرقية
الرقية مشروعة بالإجماع إذا تحققت فيها شروط
ودل على جواز الرقية ان أَرْخَصَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ في رُقْيَة الحَيَّةِ لِبَنِي عَمْرٍو. قالَ أَبُو الزُّبَيْرِ: وَسَمِعْتُ جَابِرَ بنَ عبدِ اللهِ يقولُ: لَدَغَتْ رَجُلًا مِنَّا عَقْرَبٌ، وَنَحْنُ جُلُوسٌ مع رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَ رَجُلٌ: يا رَسولَ اللهِ، أَرْقِي؟ قالَ: مَنِ اسْتَطَاعَ مِنكُم أَنْ يَنْفَعَ أَخَاهُ فَلْيَفْعَلْ.
وهذا الحديث يفيد جواز نفع الاخ لاخيه وقال "منكم" وهذه نكرة اي احد منكم يستطيع ان ينفع اخاه فليفعل
-وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يرقي نفسه فعن عائشة رضي الله عنها أَنَّ النبيَّ ﷺ كَانَ إِذَا أَوى إِلى فِرَاشِهِ كُلَّ لَيْلةٍ جمَع كَفَّيْهِ ثُمَّ نفَثَ فِيهِمَا فَقَرأَ فِيهما: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ، قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ، ثُمَّ مَسَحَ بِهِمَا مَا اسْتطاعَ مِن جسَدِهِ، يبْدَأُ بِهما عَلَى رَأْسِهِ وَوجهِهِ، وَمَا أَقبلَ مِنْ جَسَدِهِ، يَفْعَلُ ذلكَ ثَلاَثَ مرَّات. متفقٌ عَلَيْهِ.
-و عن ام سلمة رضي الله عنها تقول "أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ رَأَى في بَيْتِها جارِيَةً في وجْهِها سَفْعَةٌ، فقالَ: اسْتَرْقُوا لَها، فإنَّ بها النَّظْرَةَ"
-كما أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ يُعَوِّذُ بَعْضَ أهْلِهِ، يَمْسَحُ بيَدِهِ اليُمْنَى ويقولُ: اللَّهُمَّ رَبَّ النَّاسِ أذْهِبِ البَاسَ، اشْفِهِ وأَنْتَ الشَّافِي، لا شِفَاءَ إلَّا شِفَاؤُكَ، شِفَاءً لا يُغَادِرُ سَقَمًا
*الرقية سبب وليست مؤثرة في حد ذاتها
-بعض الناس يظن انه بمجرد ان يقرأ كتاب الله فانه لابد ان يشفى صحيح ان كلام الله شفاء ولكنه سبب والمسبب الله سبحان وتعالى
-وقد اذن الرسول صلى الله عليه وسلم في الرقية القرآن الكريم والاذكار والادعية ما لم تكن شركاً او كلام لا يفهم معناه
-فعن عوف بن مالك الأشجعي رضي الله عنه قال: كنا نَرقي في الجاهلية، فقلنا: يا رسول الله، كيف ترى في ذلك؟ فقال: (اعْرِضُوا عَلَيَّ رُقَاكُمْ، لَا بَأْسَ بِالرُّقَى مَا لَمْ يَكُنْ فِيهِ شِرْكٌ) رواه مسلم.
-وبالطبع في السابق كان الرسول قد نهى عن الرقى جميعها لانها كانت رقى شركية وحين استعرض بعض الصحابة بعض الرقى التى كانوا يقرأونها فكان الرسول عليه الصلاة والسلام يقول في بعض الاحيان هى مواثيق
لسليمان عليه السلام ولا بأس بها او ادعية معينة ما فيها بأس فأقرها رغم انه جاء بالقرآن العظيم واحاديث التحصينات والتعوذات ولكن الرسول لم يقل لهم لا تقرأوا هذة ويكفيكم ما جئت به
-لذلك اجمع العلماء على جواز الرقى ما كانت على الوجه المذكور مع الاعتقاد انها سبب ليس لها تاثير إلا بتقدير الله سبحان وتعالى.
2 شروط الرقية
يقول ابن حجر العسقلاني :
يستخلص كلام أهل العلم أن الرقى تكون مشروعة اذا تحقق فيها ثلاث شروط
- أن لا يكون فيها شرك و لا معصية
- أن تكون بالعربية أو مايفقه معناه
- أن لا يعتقد كونها مؤثرة بذاتها بل بإذن الله تعالى
2 صفة الرقية
أن يقرأ الراقي على محل الألم، أو على يديه للمسح بهما،أو في ماء او نحوه، و ينفث خلال القراءة نفثا خاليا من البزاق،وإنما هو نفس معه بلل أ.ه
"فتح الباري كتاب المرضى"
3 تأثير الرقية في المرقي
يقول ابن القيم في الزاد :
تعتمد الرقية على امرين ،امر من عند المعالج وامر من جهة المصروع فالذي من جهة المصروع يكون بقوة نفسه وصدق توجهه الى فاطر هذه الأرواح وبادئها و التعوذ الصحيح الذي تواطأ عليه القلب واللسان ، والثاني من جهة المعالج ان يكون فيه هذان الأمران أيضا حتى أن بعص المعالجين من يتكفي بقوله (اخرج منه) اويقول ( بسم الله)او يقول (لاحول ولا قوة الا بالله) ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم يقول ( أخرج عدو الله انا رسول الله)،
ويقول في الطب النبوي :
ومن انفع علاجات السحر الأدوية الإلهية، بل هي أدويته النافعة بالذات ، فإنه من تأثيرات الأورواح الخبيثة السفلية ، ودفع تأثيرها يكون بما يعارضها ويقاومها بالأذكار والآيات و الدعوات التي تبطل فعلها وتأثيرها، وكلما كانت اقوى واشد،كانت أبلغ في النشرة،وذلك بمنزلة إلتقاء جيشين مع كل واحد منهما عدته و سلاحه،فأيهما غلب الآخر، قهره وكان الحكم له،فالقلب كلما كان ممتلئا من الله مغمورا بذكره وله من التوجهات والدعوات والاذكار والتعوذات ورد لا بخل به يطابق فيه قلبه ولسانه،كان هذا أعظم الاسباب التي تمنع إصابة السحر له، ومن اعظم العلاجات له بعدما يصيبه يقول الدكتور عمر الشقر: أحب أن انبه هنا إلى أن الرقى ليست مقصورة على إنسان بعينه ، فان المسلم يمكنه أن يرقي نفسه ويمكن أن يرقي غيره ، وان يرقيه غيره ويمكن للرجل أن يرقي امرأته ويمكن للمرأة أن ترقي زوجها، ولا شك أن صلاح الانسان له أثر في النفع وكلما كان أكثر صلاحا كان أكثر نفعا لأن الله يقول {إنما يتقبل الله من المتقين} المائدة 27 ولا صحة لما يدعيه بعض الذين يلجأ إليهم الناس من
أن لهم خصوصية في نفع رقاهم
لأخذهم العهد على الشيخ أو صاحب
الطريقة ، فان هذا لا أصل له وهو من
الضلال، فالرقية دعاء والتجاء إلى الله
والله يجيب دعوة الداعي إذا دعاه {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ }(60)سورة غافر
ومن أهم الامور التي تساعد على تأثير الرقية في المرقي هي تقبل المريض للراقي ، فلو أنك أجبرت المريض على الذهاب إلى الراقي الفلاني والمريض يكره الذهاب إليه فإنه في الغالب لا يستفيد منه ، فإذا فقد المريض الثقة والارتياح والانشراح للمعالج الذي يعالجه فإن ذلك يفقد الرقية كل أثر ، بل قد يشعر المريض بزيادة المرض ، ولو أنه كان في قرارة نفس المريض أنه لن يستفيد ولن يتأثر من رقية الراقي الفلاني فإنه سوف لن يتأثر ولن يستفيد في الغالب ، بعكس من يذهب إلى الراقي وهو منشرح الصدر مقبل على الراقي ، معتقدا بأنه سوف ينتفع من رقيته بإذن الله تعالى . ومنها إقبال الراقي على الرقية فالنفس لها إقبال وإدبار ، ولذلك تلحظ اختلفا بينا في قوة الرقية لنفس . الراقي فربما كان الراقي مجهدا نفسيا وبدنيا منشغل البال فتكون رقيته قليلة النفع ، بعكس لو أنه كان صافي الذهن
نشيط البدن مقبل على الرقية . يقول ابن قتيبة الدينوري في شرحه
لقول الله تعالى {إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَذِكْرَىٰ لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ} (37) سورة ق فإذا حصل المؤثر ، وهو القرآن ؛ والمحل القابل وهو القلب الحي ، ووجد الشرط وهو الاصغاء ، وانتفى المانع وهو اشتغال القلب وذهوله عن معنى الخطاب إلى شيء آخر حصل الاثر . " والتذكر ا هـ أنظر كتاب الفوائد للشيخ الدين إبن قيم الجوزية ص 16 ". ومنها معرفة الراقي وخبرته في مجال الرقية ومعرفته للآيات المناسبة للمرض، وتشخيص الحالة ، وخبرته في استدراج ومجاهدة ومقارعة الشياطين وسحرة الجن .
إرسال تعليق