بريد الهناء
أريد مزيدا من اللغة كي أرى كيف يتعرى أول الكلام من غموضه الواضح و وضوحه الغامض ،
و الكثير الكثير من لعبة الأبجدية كي ألتقي باسمي الذي أريده عاريا من شبهة التردد خفيفا على صدر الصمت و الصدى ،
حيويا كيابسة تتبادل أطراف الإيحاء مع بحر الندى ،
فربما أجد لضلال حرفي عني في موعظة اسمك
رشدا و هدى ،
أريد قصيدة بارة بقافية الأمومة المعقودة على أحضانك ،
خبيرة بنعمة الوداد المهيمنة على اوصافك ،
تحيلني إلى حبيب لمواكب الإنتماء القادمة
من ربوع أمانك ،
أريد بلبلا عائدا من ديارك ،
ببريد الهناء يغرد ملئ الفرح ،
يا أخت الأريج و وصيفة قوس قزح ،
إن الحب ليس للأسبق بل للأصدق ،
هكذا علمتني فلسفة العبير في مدارس الألق ،
أريد ياسمينة ألطف من كفي و أحرص على حرير السكون مني ،
أريدها طيبة الصمود كلما هبت ريح البعاد طفقت
باسمي تغني ،
و أريدها أقرب مني إلى مضارب الأغاني ،
أريدك أنت يا نشأة الطفولة من بهجة الأماني ،
أريدني كما ينبغي لمحب أن يكون جديرا ببسمة البرق على ثغرك و مستحقا لثورة الغيث إذ تنهمر من غيوم يديك ،
كي أحفظ عن ظهر دلالك أساطير الماء و أرددها على مسامع الصمت و غرور المعاني ،
و أريدني ناسكا يمشي على صراط عينيك ،
زاهدا فيما سواك من قصائد الرجاء ...مولعا بقوافيك حد التفاني....
إرسال تعليق