أهم خمسة أساليب رثّة ومتهالكة تتوارث على أنها رُقيّ؛
التفوق الدراسي: يرى الناس أن تفوقك الدراسي يكسبك الرقي. هذا زعم ووهم حقيقيّان، في الحقيقة تتغطى بالوقار، لكن تكشفك التجارب الحياتيّة في عمرك الكبير، كتعاملك في فرح أو جنازة؛ تصرفك الأهوج في أيهما لا يفعله صبيّ في الحادية عشر! كل هذا لتوهمك أن الدراسة ستمنحك الرقي لكن مع أول تجربة حياتية يدير الناس عيونهم عنك ويقولون فيك قيلا وقالا.
الثراء؛ يرى الناس أن الثراء يمنح صاحبه الرقي! لكن هذا زعم ووهم حيقيّان، في الحقيقة يمنحك الثراء الأُبهة والجلال، لمظهرك الفاخر، وهذا يسبب تقليل تعامل الناس معك، فيعتبرك الجميع أنك حد فاصل بين الرهبة والرغبة، يرهبونك بقدر ما يرغبون قربك، لكن لو اقتربوا منك جيدا يرونك على حقيقتك أنك مغطى فقط بورق! وأنت لا تحمل في نفسك مثقال ذرة رقي، بمجرد تنفس العنصرية من هؤلاء البسطاء.
العائلة الكبيرة؛ كثير من أبناء العائلات الكبيرة يكتسبون الرقي بسبب عدم انخراطهم في جلد العامة ويعاملونهم يوميّا، من هنا التعامل القليل مع الشخص يكسبه مِمّن لم يتعامل معه رقيّا، وكأنه لا يرتقي أن يدني من نفسه كي يحدثه ويجلس بجانبه في مقهى شعبيّ أو يدخل معه مطعم عاديّ أو يركب معه مواصلات عامة …الخ، من هنا ابتعاد هذا الشخص يكسبه رقيّا لكن في أول موقف وضيقة في الحياة وهو مجرد من عائلته لا يتصرف برقيّ أبدا لأنه لم يتدرب من قبل على مصائب العامة وكيف يواجهها إذ تعرض لها وهو في وسطهم؟
المركز المرموق؛ أصحاب المراكز المرموقة لا يدخلون في صفوف العامة، نظرتك لمن لم تعامله دائما نظرة مغلوطة، لأنها مبنية على غير حقيقتها، من هنا اجتناب التعامل مع هؤلاء يجعلك تعتقد أنهم راقون، لكن كثير منهم تجده سليط اللسان، أو متسخ الأيدي، أو يفتح جيبه، أو يخطو فوق الصفوف بالمحسوبية …الخ لأن الكرسي لم يمنحه مقدار شباك متر طولا ومتر عرضا يرى هؤلاء الذي يخدم أحدهم على حساب البقيّة.
الثقافة؛ يعتقد الشخص بمجرد قراءة عدد كتب صار مثقفا واكتسب السمو والرقي! الحقيقة أن الثقافة ليس في الكتب فقط لكنها في نفسك أكثر، الثقافة في الحياة والخبرات ليست فقط في المكتبات، ماذا تفيدك الثقافة حينما تعرف الحق وقصدا تدخله في مغالطة؟ حينما تعرف أن فلانا موهوب ولا تساعده في تنمية موهبته أو توجيهه؟ حينما تدرك الحقيقة وتحيد عنها؟ حينما ترى الدموع وترتدي نعليّ المداهنة والمراوغة وتمر فوق هذي الدموع؟ حينما تفعل هذا الناس ينادونك؛ المثقف غادٍ (ذهب) والمثقف رائح (رجع)؟ من عزلتك لهذا الغرض تتجنب الناس فتكتسب قدرا من الوقار والرقي في أعينهم لكن أنت هَشّ كالقشّ!
هذه الأصول الخمس المتوارثة للرقي لكنها مغلوطة وتحتاج إلى تصحيح وينتقدها وعي جمعي، وتتفرع منها عدد أغصان لكن يعود أصول الرقي المزعوم إلى ما ذكرت.
…. … .. .
سأقول لك كيف تكون راقيا؟
ببساطة؛
احترم ذاتك؛ علمًا وخلقًا وأدبًا وأصلًا وحقيقةً وتناقضًا.
إرسال تعليق