عليك روحي
لست خبيرا بالشعر كما ينبغي لمتمرد أن يكون و لا بهيجان بحوره و ارتباك قوافيه كلما تعلقت أوزانه بنساء الأساطير...
و لست ضالعا بأسرار النثر و سيرة السطور العجيبة المسبوكة على وشاح الروعة الأبيض سبكا مخمليا عميقا لا تطيقه إلا أنامل الكبار ...
أشتهي الأمية كلما ناورت قريبا من حدود الورق أو تعطشت روحي لرشفة حبر من معين البوح أو ترياق العبارة ...كي لا أتورط في ما لا أحيط به وصفا فيضيع مني ما كنت أريد أن أقول بين حنايا ما لا يمكن أن أقوله مأخوذا بعجز مذهل عن التعبير و أنا أرى فيك حقيقة الورد و ألامس بينك لأول مرة ظاهرة العبير ...فيتلاشى حرفي بين عجاب مجازك و نعمة حقيقتك مسافرا إلى هاويتك التي لا أعرف شكلها و لا ماهيتها و لكني بالقطع أدرك بشكل طفولي ما أنها شهدية المصير ...
و كم وددت أن أكتبك بشكل واقعي و لكني دوما أخشى عليك من أن يطالك ضيق الواقعية فيصيب معناك السماوي تعب الأرض و رداءة المتاح و نمطية الشعور ... لذلك فاعذريني إن حملتك دوما بعيدا بعيدا على محمل الخيال و التأويل .... إلى أقصى اللغة و أهديك إلى أمان يسكن في ما بعد الياء و أتركك هكذا حرة بلا قصيدة تكشفك أو رواية تحكيك ...عليك روحي عليك منتهى السر و الرجاء...
إرسال تعليق