#الخطة_الأمريكية_أمام_الأزمة_الأوكرانية
#روسيا #أوكرانيا #الولايات_المتحدة #الناتو
لقد ركزنا في عديد المقالات من قبل على الدور الروسي في الأزمة الأوكرانية، اليوم سنحاول التركيز على الدور الأمريكي، أو الخطة الأمريكية في مواجهة روسيا.
في الحقيقة، للولايات المتحدة خطتان، واحدة لحلفائها و أخرى لروسيا، إستطاعت من خلالها اليوم وضع الطرف الروسي في وضعية دفاعية حرجة، بعد أن كان التفوق روسيا من قبل،
بالنسبة لـ #الحلفاء:
لقد خلق الأمريكان، شيئا فشيئا، إصطفافا أوروبيا شبه مطلق عن طريق الفزع الذي روجوا له عبر وسائل الإعلام الموجه للعامة، و عبر التقارير المكثفة التي اصدرتها مراكز البحث الأمريكية مستهدفة بها فئة الأكاديميين و صناع القرار، خصوصا المواعيد التي كانت تحددها الإدارة الأمريكية عن قرب الإجتياح، و قد نجحت المنابر الإعلامية في تصوير مشهد ديستوبي عن تبعات الغزو و نهاية أوروبا بعد أن تقع تحت هيمنة روسيا.
و بهذا، فقد التحقت كل دول أوروبا خصوصا و الموالية لأمريكا عموما كاليابان و قطر و كوريا، بعضها استجابات محفزا و بعضها تحت الضغط و التهديد، بعد أن أبدت بعض هذه الدول في البداية مقاومة و استقلالية في قرارها، لتبقى ألمانيا الدولة الوحيدة التي ترفض التماهي في خطة الأمريكان، لما لها من أثار سلبية على إقتصادها في حالة انقطاع امدادات الغاز عنها بسبب الحرب.
بالنسبة لـ #روسيا
تتمحور الخطة الأمريكية في تعطيل و مماطلة أي خطوة عسكرية روسية، في البداية عن طريق المفاوضات، و بعدها بإلهائها بكازاخستان و الآن بالإعلان المتكرر عن مواعيد للهجوم الروسي و بالتالي دفع الروس للتريث و مخالفة توقعاتهم و مخالفة المواعيد المحتملة.
لقد استطاع البيت الأبيض وضع الكريملين أمام خيارين أحلاهما مر، فإذا هاجم أوكرانيا، فإن مخاوف الأمريكان و الأوروبيين تتحقق و بالتالي فإنهم على حق، و بهذا تتعرض روسيا لعقوبات منسقة بين كل الحلفاء، و يتم بذلك عزلها عن المشهد الدولي، ناهيك عن المأزق الذي ستدخله و المتمثل في حرب الإستنزاف التي ستشهدها في اوكرانيا، أما إذا لم يهاجم أوكرانيا، فتكون جهود الردع الأمريكي قد نجحت و تثبت إدارة بايدن حسن تسييرها للأزمة و تتعزز زعامة الولايات المتحدة للعالم الغربي.
يشعر الروس بأنهم يتعرضون للإستفزاز و الإستدراج، و لذلك قام الكرملين منذ أيام بإعلان انتهاء المناورات على الحدود الأوكرانية و عودة بعض القوات لثكناتهم، لكن المسؤولين الأمريكان و الأوروبيين شككوا في هذا الإنسحاب عبر حملة إعلامية مكثفة.
أما ما يعزز فرضية الإستفزاز فهو إنطلاق عمليات عسكرية أوكرانية في منطقة دونتسك التي تخضع لسيطرة الإنفصاليين المدعومين من روسيا، قتل فيها عديد المدنيين و مراسل قناة RT، إضافة إلى سقوط قذيفة مدفعية على الأراضي الروسية.
كرد على الخطة الأمريكية، ، يقوم الروس هذه الأيام بمناورات عسكرية واسعة النطاق، تستعمل فيها أسلحة جد متطورة كالصواريخ فرط الصوتية التي تتفوق بها على للولايات المتحدة و بقية حلفائها، و كذا محاكات هجومات بالأسلحة النووية، و ذلك من أجل بث الخوف في نفوس قادة الدول المتعاونة مع الولايات المتحدة، في رسالة مفادها أن هذه الأخيرة ليست قادرة على حمايتكم في حالة نشوب حرب واسعة النطاق، إضافة إلى التلويح بورقة الحرب النووية في وجه الأمريكان.
في النهاية، قد يبدو أحيانا أن الروس قد حسموا الصراع، و في أحيان أخرى يبدو العكس، لكن الحقيقة هي أن السجال مازال متواصل و طويلا.
إرسال تعليق