#الجزائر_و_إعادة_التموضع_الطاقوي
بقلم الكاتب و الباحث في الشؤون السياسية و الأمنية الأستاذ Ammar Sigha .
مع حتميات مفترق الطرق هل تنجح الجزائر باتخاذ القرار . و حسم الخيارات .
على محور العلاقات الخارجية الجزائرية قمة الدوحة لا تقل اهمية في الوقت الراهن في توقيت باتت فيه بوصلة المصالح الخارجية هي المؤشر على تمكن الدولة من حسم خياراتها و الخندقة ضمن رقعة جديدة افرزتها التحالفات المنبثقة عن معالم نظام دولي ما بعد الأحادية القطبية , فبعد القمتين الافريقية و الاوروبية على الرغم من دعوة من الاتحاد الاوروبي بإيعاز من فرنسا لاعادة صياغة شراكة جديدة بين القارتين الافريقية و الاوروبية و تأكيدا على ربط الماضي بالحاضر والتموقع جيدا .
جاءت زيارة تبون إلى دولة قطر وفق تفاهمات بين هذه الأخيرة والجزائر لوضع الآليات على هامش الحضور لمنتدى الدول المصدرة للغاز .
ما بين التجاذبات. يبدو أن الجزائر اخذت القرار كما كان متوقعا حيث تفادى الرئيس تبون حضور القمة الأفريقية الاوروبية على الرغم من تأكيد الرئيس الفرنسي ماكرون ودعوته . لتكتفي الجزائر بتخفيض مستوى التمثيل الى وزير خارجية الذي مثل الجزائر هناك في حين اتجه الرئيس في نفس الوقت للدوحة لعقد لقاء القمة مع الشيخ تميم .
التوقيت والظروف الدولية وضعت للجزائر خيارات حيث بدات تتضح معالم نوايا القيادة الجزائرية الحالية اكثر فاكثر نحو تعزيز الجبهة الاقتصادية و ضبط عقارب الساعة على وقع الأحداث و التوترات التي تشهدها القارة العجوز و وانعكاساتها على أسواق الطاقة العالمية .
و الظاهر ان الجزائر بدات تبادر بدبلوماسية الاقتدار . في حين تغيير الوجهة لقطر وعلى الطاولة ملف الغاز وتصديره للاوروبا. ي
نوايا الجزائر رغبتها في لعب اكثر الأدوار المتقدمة على المستوى الدولي . فقد تغيرت رؤيتها لأوروبا من شريك الى هدف يجب الضغط عليه بواسطة ورقة الغاز .
ما يعزز فرضية ان الجزائر تستعيد شيئا فشيئا الطموح الاقليمي حيث تريد الرفع من حصتها التي تسيطر على 30% من سوق الغاز الاوروبي الى اكثر من ذلك لتكسبها تموقع لا يستهان به و ورقة ضغط ثقيلة على قارة اوروبا .
في لقاءات تليفزيونية سابقة هاجم الرئيس تبون الاتحاد الاوروبي مباشرة و اكد ان الجزائر ستراجع اتفاقية الشراكة الى غير رجعة في خطوة جريئة تعكس بوادر قوة الدولة وفرض منطقها واستعمال اوراق الضغط بعدما عرفت مكامن قواها .
و تعزيزها لحلف جديد خارج الأطر التقليدية تحت قيادة روسيا و الصين . و بادرة على إعادة إحياء الأحلاف القائمة على وحدة المصالح و تقاطع الأهداف.
عمار سيغة الجزائر. 19 فيفري 2022
إرسال تعليق