العامل الأساسي الذي يحدد سعر الذهب في العالم مثله مثل أي شيء أخر هو العرض والطلب، فكلما كان الطلب على الذهب كبيرا سوف يرتفع سعره، في حين أن زيادة العرض تسبب في انخفاض السعر.
لكن العرض والطلب ليس العامل الوحيد، فسلوك المستثمرين يلعب دورا هاما، وفي كثير من الحالات، يعتبر الذهب ملاذا أمنا خلال الأزمات الاقتصادية أو في حال حدوث تضخم، وهو يختلف عن النقود، فالأوراق النقدية يمكن أن تطبع، مما يسبب زيادة في العرض وانخفاض قيمتها، أما معروض الذهب فهو ثابت تقريبا، وذلك لأن عمليات التنقيب لا تضيف سوى القليل منه كل سنة.
في عام 1999، تم توقيع اتفاقية واشنطن من قبل 13 دولة، تنص الاتفاقية على أن البنوك المركزية في الدول الموقعة لن تبيع أكثر من 400 طن من الذهب في السنة، هذه الاتفاقية ليست ملزمة، لكن الالتزام بها يصب في مصلحة الدول والبنوك المركزية ويحافظ على استقرار سعر الذهب.
أيضا، يجب أن نعلم أن الذهب يختلف عن المواد الأخرى التي يحكمها مبدأ العرض والطلب مثل النفط والقهوة، فهذه المواد يتم استهلاكها تماما بعد أن تباع كما يتم إنتاجها بكميات هائلة كل عام، أما الذهب المستخرج فيبقى لفترة طويلة جدا، وتضاف كميات منه كل عام، فلماذا لا ينخفض سعر الذهب نتيجة ازدياد المعروض مع الزمن؟
هذا يعود لسببين، أولا، معظم الذهب الذي يباع ويتم شراؤه ينتهي به المطاف في الأدراج حيث يقوم الناس بتخزينه كمجوهرات، هذا يعني أن كميات هائلة من الذهب هي الآن خارج السوق ولا يتم تداولها، ثانيا، عمليات التنقيب على الذهب لا تضيف سوى كميات قليلة منه مقارنة بالكميات الموجودة حاليا في الأسواق.
هناك عامل أخر مهم يجب التطرق له، ففي العقود الأخيرة، تغيرت نظرة المستثمرين للذهب، فبعد أن كان يستخدم فقط في صناعة المجوهرات ويخزن في أوقات الأزمات كملاذ أمن، أصبح الشركات تستخدمه في الكثير من المجالات، مثل الطب والهندسة المعمارية وصناعة الهواتف الذكية وحتى المركبات الفضائية.
صعوبة التنقيب عن الذهب تلعب دورا هاما في جعله سعره مرتفعا، ففي كثير من الحالات، يحتاج الجيولوجيون والمهندسون إلى 10 سنوات من الدراسة والفحص لتأكيد وجود الذهب في مكان محتمل، وغالبا ما تكون كمية الذهب المكتشفة قليلة للغاية، وأحيانا لا يتم استخراجه لأن تكلفة التنقيب والاستخراج ستكون أكبر من قيمته.
النتيجة هي أن ما يحدد سعر الذهب عالميا هو مزيج من العوامل، أهمها العرض والطلب وسلوك المستثمرين من حيث تخزينه أو استخدامه في الصناعات. بالإضافة إلى عوامل أخرى.
إرسال تعليق