الصين دولة عملاقة اقتصاديا لديها اقتصاد حجمه يقارب ال ١٣ تريليون دولار أو ١٦٪ من حجم الاقتصاد العالمي بعد الولايات المتحدة الأمريكية التي تمتلك اقتصادًا حجمه ٢٠.٥ تريليون دولار يمثل ربع الاقتصاد العالمي، وتاريخيا كنت الصين صاحبة الاقتصاد الأكبر في العالم منذ ألفي عام بنسبة تتراوح ما بين ٢٥٪ الي ٤٠ ٪ من حجم الناتج القومي العالمي خلال تلك الفترة لم يتفوق عليها خلال ألفين عام غير الهند لقرون قليلة وكذلك الغرب منذ 1820.
في قول آخر يمكننا القول في الأصل أن الصين صاحبة الاقتصاد الأكبر في العالم تاريخيا ويرجع ذلك لكونها الدولة الآكبر من حيث تعداد السكان تاريخيا. لكن لا نستطيع القول أن الصين هي المهيمن علي الاقتصاد العالمي في الوقت الراهن للعديد من الأسباب منها أن الولايات المتحدة مازالت بفارق كبير لديها الناتج القومي الأكبر مازالت شركات التكنولوجية الأمريكية هي الرائدة في العالم ومازالت امريكا هي المطور الأهم التكنولوجية في العالم ومازالت الشركات والجامعات الأمريكية ومراكز أبحاثها هي التي تقود العالم. الصين الدولة الوحيدة التي قطعت أشواط كبيرة لتكون المنافس الأقرب للولايات المتحدة ونجحت في فعل ذلك في وقت قياسي.
الصين حاليا هي الدولة التجارية الأولي في العالم أي انها الدولة صاحبة أكبر تجارة خارجية في العالم، الصين في الوقت الحالي صاحبة أكبر انتاج صناعي في العالم لذا فهي الشريك التجاري الرئيسي ل ٩٢ دولة في العالم اَي حوالي نصف عدد دول العالم، فحين الولايات المتحدة الشريك الأكبر ل ٥٧ بلد علي مستوي العالم. الصين نجحت بفضل الاستثمارات الغربية خاصة الأمريكية أن تتحول إلي مصنع العالم بعد أن قامت العديد من الشركات الكبري الغربية بنقل صناعتها للصين، والولايات المتحدة مازالت محافظة علي كونها هي معمل العالم لكن الصين تسعي بشكل جدي لكسر تلك الفجوة وأن تتحول إلي مصنع ومعمل العالم خاصة أنها تمتلك عدد سكان ضخم يمكنها من ذلك، وأن أغلب الظن أن الصين قد تتجاوز الولايات المتحدة اقتصاديا خلال ١٥ عام من الأن لكن ستظل الولايات المتحدة قوة ضخمة لا يستهن بها وقد تستمر المنافسة بين الدولتين لعقود عديدة قادمة.
لكن الخوف ليس من التفوق الاقتصادي الصيني لكن من أن تطرح الصين نموذج حديثي يتم فيه أستغلال التكنولوجية والنمو الاقتصادي في قمع الحريات وفرض نموذج الحزب الواحد وان تسيطر علي الشعوب بتفوقها التكنولوجي وتدعم الاستبداد في كل مكان وصعود الصين له تأثير سلبي علي الحرية والديمقراطية في العالم. سيظل انفتاح الولايات المتحدة علي الصين ونقل الصناعة الامريكية الصين الخطأ الأستراتيجي الأكبر في تاريخ الولايات المتحدة وقد يكون الخطأ الأفضح في تاريخ الدول العظمي.
إرسال تعليق