إعادة مباراة الكاميرون؟

"🔴إعادة مباراة الكاميرون؟

ركب الجميع موجة إعادة مباراة الكاميرون، كل من يرغب في الشهرة ورفع نسب المشاهدة ولفت الإنتباه إليه، كل باحث عن الاهتمام وجائع إلى القلوب والإعجابات... في زمن الـ buzz يستغل هؤلاء (وأغلبهم غير مختصين ويتكلمون عن جهل مثير للشفقة) عاطفة الجماهير الجزائرية التي يحركها الظلم التحكيمي الذي أوقع على المنتخب الوطني، ليوهموهم بإعادة المباراة، ولنعترف أن الجماهير أيضا تحب من يكذب عليها.

 🎯تحب من يُسمعها ما تريد أن تسمعه، تحب من يخبرها أن فريقها الأفضل في العالم وبلماضي لا يخطئ أبدًا، وأن زيدان بكى على الإقصاء المرير وأن المباراة ستعاد في روما يوم 4 جوان...الجماهير للأسف لا تحب الحقيقة، مع أن الحقيقة وإن كانت مريرة، ففي مرارة الدواء شفاءُ.

🎯الحقيقة المزعجة أن منتخبنا (الذي كان يستحق التأهل على حساب الكاميرون وتعرض لمؤامرة تحكيمية) لا يملك حاليًا مستوى المونديال، دافع طيلة مبارتي السد بلاعب إضافي ولكنه تلقى هدفين من ثلاث أو 4 فرص، هش دفاعيًا، لعب دون وسط ميدان ولا خطة واضحة، وفي آخر 6 مباريات رسمية كان مستواه كارثيًا باستثناء مباراة الكاميرون في الذهاب التي سيرناها جيدًا من الناحية الدفاعية، فيما كشفت منتخبات متواضعة مثل غينيا الاستوائية وسيراليون كل عيوبنا، ليحتل بطل أفريقيا المركز الأخير في مجموعته في "الكان".

🎯الصراحة المزعجة أن الفريق الذي واجه الكاميرون في البليدة (وإن ظلم من قبل حكم مـرتزق)، ليس هو نفسه الذي فاز مرتين على تونس والسنغال ونيجيريا وهزم كولومبيا بطريقة لعب واضحة وانضباط تكتيكي عالي، أشياء كثيرة تغيرت، قتلت المنافسة وغابت الحوافز وتشبع اللاعبون وزاد تعنت المدرب بلماضي وتعاليه وإصراره على نفس الأخطاء والأسماء والفكر.

قال أبو تريكة :"حصلنا على كأس أفريقيا 3 مرات لأننا في كل دورة كنا ندعم المنتخب بلاعبين جدد يضيفون لنا الكثير" وفيما تفاءلنا في مباراة النيجر في تشاكر ببداية التفكير في زرع دماء جديدة وسط المنتخب بمشاركة عمورة وزرقان يومها، أبعدهما المدرب وهاجم من دافع عليهما، ليستدعي قديورة وليبث أنه لا يخطط للمستقبل.

🎯الآن وبعد أن وقع الفأس على الرأس، لا بد أن نفكر في المستقبل، كأس أفريقيا على بعد عام وشهرين، ولقاءان حاسمان على بعد 7 أسابيع، من يريد الاعتزال فلينسحب و"كثر خيرو"، والمدرب إن كان يريد الاستمرار فليواصل وليعلن عن ذلك مبكرًا فلا وقت نضيّعه، على أن يبرر لنا سبب تراجع المنتخب بهذا الشكل، سبب الإخفاق رغم أنه توفّر له كل شيء، وإن كان سيغيّر في المستقبل لنعود إلى ما كنّا عليه.

🎯بعد كأس أفريقيا الكارثية عاد المدرب إلى قطر ولم يكلف نفسه عناء تبرير الإخفاق، لم يجد رئيس الإتحاد الذي يجلسه على الطاولة ويحاسبه فلا أحد فوق الحساب إلا من كان متطوعًا، أما من يتقاضى 150 مليون سنتيم يوميًا فمن حقي أنا على الأقل شخصيًا كمشجع أن أسمع تبريراته التقنية لماذا فشلنا في التأهل ولو في المركز ثالث؟

 🎯لا يهمني كيف يفكر المشجع البسيط، ولن أحاسب أحدًا على عاطفته الجياشة في الفوز والخسارة تجاه بلماضي فهذه أشياء عفوية لا تناقش والمدرب يستحق خصوصا في أول عامين ونصف هذا الحب كما أنني معجب بتفانيه في العمل، لكنني أعرف كيف استخدم عاطفتي، أنفقها على أبنائي وأهلي، أما في الكرة فاستخدم عقلي، وعقلي يخبرني أن مسؤولية المدرب كبيرة في التراجع.

 

🔴لقد ضيعنا تأشيرة المونديال وتاجنا القاري، لأن الفريق تقهقر كثيرًا، وسيواصل تقهقره إن واصل بنفس الطريقة، فكر نمطي قاتل للمنافسة والإبداع والحوافز، مع الإنكار والتعنت والهروب إلى الأمام، والتصفيق للأخطاء وغياب الشجاعة خصوصا من المختصين والتطبيل كي نٌرضي الجمهور مع الشعبوية المبتذلة... إن كنتم تريدون الخير للمنتخب الوطني🇩🇿 فأخبروا الناس بالحقيقة، ومن لم تعجبه فيكفي أنها ما تؤمنون "به.

بقلم نجم الدين سيدي عثمان