ربما لا أملك من الوقت سوى سلطته على أزمنتي و إلمامه المتقلب بزمام عمري ...و درايته القديمة بكينونة الدماء في أوصال أشواقي ...
و ربما لا أملك لك من معدن الكلمات ما يؤدي لوصفك حقه من ميراث الإمتنان ...و يجعل مٱذنك ترقص نصرا على كف النبؤات ...و بيتك طفلا يأوي في كل حين إلى علياء القداسة في مهجة الرسالات ...
و ربما لست نزاريا دمشقي العبارة مضرج القصيدة بعبقرية الياسمين كي أجعل من عباراتي حدائق من شعر و حقولا من سنابل النثر تنبت جماعات و فرادى على تخوم ساحتك...لتغتسل بزمزم دمعك إن هي أمطرت عينك فرحا أو حزنا... و تطعمك غرورا مشروعا بأيامك إن هي يبست من حولك بساتين المادحين ...
و ربما لست درويشيا بالقدر الكافي ..لكني أراك أرضا
و أتقن محنة العاشق و أعي تماما ما معنى أن تكون
الأرض حبيبة ...فأهتف بأعلى صمتي ...في شوارعك ما يستحق الجنون ...و إن لأهلك بركات طاعنة في العز ...ظاهرها نماذج ربانية لفكرة الشهداء....و باطنها عراقة بارة بقمم التميز و منتهى الفنون ...
و ربما لست كاتبا مخمليا محترفا يتلاعب بحواف الحروف و يسبكها سبكا فوق العادة يجعلك تغرقين في أمانيه حتى الوتين...
و لكني إنسان بما يكفي كي أعشق.. و بريء جدا كما ينبغي للعاشق أن يكون... و مقدر عاقل لأصالة القصائد و عفة وزنها و كرم بحورها في ديوان الرجاء ..
عاشق مجنون مولع باللامألوف... و متمرد لا يبالي بقوانين العادة... يغرس حبه في صدق أرضك و يسقيه بالتحدي و الإقدام... قلبه عنيد مستعد لأن يزعج من أجلك المنطق و يجادل المستحيل طويلا.... حتى تشفق الشمس عليه و على جنونه... و يغار من اكتفائه بك الإكتفاء ....و ينادي في الٱفاق...لا عجب إنها القدس أخت السماء ...
إرسال تعليق