جميلة حتّى في حزنها
لست بحاجة إلي استئذان العز في عزف اعتزازك بعمرانك حد الغرور... فلديك من الأجراس ما يكفي لتقر به عين المسيح و من المٱذن
ما يرضي درة الختام و نعمة الأنام محمدا ذي السبع المثاني ... و أنا العاشق الأول و الثاني ....أقولها و بكل ما أوتيت من هذيان
...لست بحاجة لجمال الدنيا بل جمالها دوما يحتاجك ليصلح ما قد يشوبه العطب من أوصافه إذا ما غفل لحظة واحدة أو تقاعس عن
الإهتداء بصراط أوصافك ...
و لا عطر قد يجرأ على محاكاة ما أهدته إياك السماء من مسك النبؤات الخالية ...و ما يبثه ريحانك الأبي الأصيل من معجزة العبير في
أرجاء أرضك المتخمة بمجد كنعان ...
تعاظم حسنك كأنه شعر ملائكي يغشاه نثر رباني في بحر فرات الأوزان ساحله نصوص من كوثر أبدي الرواء و الإيحاء تكاد قوافيه و
تعابيره تنطق بأروع الروائع ولو لم تمسسها قريحة ...هذا شأنك العالي يا تحفة المعالي ... و شأن أرضك الوارفة الحق و الميعاد ...من
الخليل إلى الجليل ...إلى غزه أم المناقب و الملاحم ...إلى يافا فاكهة الرب على أرضه ...إلى نابلس عازفة الفداء ...إلى رام الله بنت
الجرح و الشهداء ... إلى عكة عذراء الأسوار ... هكذا يمشي الحسن على كفيك باحثا بين زقاقك عن كل درس و نصيحة ...حتى ؤمسى
نفسه ثم لا يذكرها إلا و هو على مشارف أريحا ....
جميلة حتى في حزنك... ما أبرم العشق يوما عهدا مع الهيام إلا من بعد إذنك...
إرسال تعليق