أنا وقلبي
ذات صباح بعد منتصف النبض خرجت أنا و قلبي في نزهة تحت بدايات المطر ...تحسست عطرك في رائحة التراب و ابتهال الزعتر و بهجة العشب و في تراقص الشجر و اغتسال الحجر...
كان كل شيء من حولي كأته طفل من براءة و فرح... حيويا زاهي الشعور و الشاعرية كفكرة قوس قزح ...
مشيت وحدي و حدي كنت أمشي بأماكن مسكونة بك معتقة بصوتك و ضحكتك الطفولية ...كان صدى دلالك يتردد على جدران الصمت الموغل في التلاشي بين زخات المطر ...كأنك كنت هنا منذ حين كقطعة سكر تذوب في قصيدة من مرمر ..
كان الشعر كله ملك كفي و النثر كله رهن حرفي و لكني كنت أميا لا يعرف من حميمية المشهد سوى تحسس معناك في جيوب اللحظات عله يظفر ببسمتك على حين غرة أو قبلة ...و كانت الأناشيد كلها كما الأغاني ملك حنجرتي إلا أني كنت عاجزا تماما إلا على الأنين و أنا أسمع عزفك على وتر الحنين...
عدت إلى مخدعي بين أكوام الورق و المحابر...عدت و لكني بقيت هناك ...مجنونا يسخر من حماقة العقلاء و كيف يصبرون على قصائد الهوى المنهمرة من ضحكة الشتاء....
عدت و لكني لم أعد معي ... بل تركتني هناك ..هذا ما تأكدت منه عندما تحسستني و بحثت بيني عني ...عن روحي ...فما وجدت شيئا مني إلا معلقا برمشك و أشرعة هواك ...
إرسال تعليق