هل يبالي الرؤساء في الواقع بمرؤوسيهم؟ كلا! هم لا يفعلون ذلك! فالرؤساء «يتكبرون» ولا «يهتمون»!
أنظر إلى نفسك! لما تحدثني وأنت جالس على مكتبك من دون أن تدعوني إلى الجلوس على الكرسي المقابل؟ كيف تريد مني أن أتحدث واقفا بحق الجحيم؟! أهي إهانة أم ماذا؟ توقف لا تقاطعني! لقد سئمت من قول كلمة «مفهوم» كلما عارضت ما تقوله لي، فقط لأنني أحترمك كرئيس لي!
لما تحدثني وأنا بعيد عنك؟ هل تخاف أن أعديك بمرض ما أخذته من حيي السكني الفقير؟ أم أنك لا تمتلك الشجاعة لمحادثة شخص معين إلا إن كان بعيدا عنك تمام البعد حتى تضمن سيطرتك على الحديث والمناقشة؟
لما لم تدعني إلى الجلوس؟ ألأنك تراني أقل منك شأنا؟ أم لأنك تخال أنك قد خُلقت من طينة أسمى من طينتي؟ أم لأنك تظن أنك أنت من خلقتني؟ تكلم أجبني! هل تخال نفسك ربّا؟! هل بدا لك احترامي لك لعدة سنوات سببه الخوف والرهبة منك؟
دعني أخبرك بما أظنه، أنت لم تدعني إلى الجلوس لكيلا أتساوى معك، وهذا لأنك تظن أن تفوقك على مرؤوسيك مبني على اختلاف وضعيات الوقوف والجلوس، وهذا لأنك تعلم أنني أتفوق عليك في الرياضة، وفي العلوم، وفي الإدارة، وفي أي مجال آخر لعين! أنت تحس بأنك أقل مني شأنا، ولذلك تبرز تفوقك علي بمحادثتي بتكبر، أنا أعلم أنني أفضل منك، والجميع يعلم ذلك! أنت أسوء أفراد شركتنا أداء، وما منصبك الحالي إلا نتيجة أقدميتك علينا أيها الحقير!
إن أسوء أنواع القادة هم أولئك الذين حين تمثل أمامهم لا يدعونك إلى الجلوس قبالتهم، إنهم متكبرون لدرجة أنهم يظنون أنك بجلوسك قدّامهم ستتساوى معهم، وهذا لأن جهلهم الفظيع أعطاهم ثقة عمياء بأنهم أفضل منك، ولو اكتسبوا قليلا من العلم والخبرة، لاكتشفوا الهوة العظيمة بين الجيل القديم الذي أخذ مناصبا بحكم وجود الكثير من الوظائف الشاغرة توازيها كفاءات شبه منعدمة، والجيل الجديد المتفوق في كل مجالات الحياة، والأكفأ من الجيل السابق، والأعلى منه مستوى تعليمي، والذي لم تترك له تلك الحمير فرصة لأخذ منصب مثلهم للأسف الشديد!
إن الأزمة العظيمة التي تعاني منها الدولة هي وجود أشخاص مثلك على سلم قيادتها، فأمثالك مدراء لشركات، وولاة ونواب يمثلون الشعب، وكم من مهندس متمكّن نهل من مختلف العلوم، وجد نفسه مكتوف اليدين أمام مدير شركة جاهل، يحطّم كل من هو أفضل منه، ولا يزكي سوى من يخضع له ويرضي غروره اللعين!
أنت وغد يا هذا، ولذلك سميت نفسك بـ«الزعيم»، بماذا تتزعمنا بحق الرب القدير؟! أنت رديء جدا، عديم التربية والذوق والأخلاق، أنت مجرد شيخ طاعن في السن تم إذلاله طوال حياته من طرف رؤسائه، ولذلك فهو يحاول الانتقام من مرؤوسيه بإهانتهم مثلما أُهان، أنت إنسان نذل، لا تستحق أن تكون في هذا المنصب الذي أعطته لك هذه البلاد التي لا تعطي المناصب بالكفاءات، بل بالوساطة والتذلل!
#حينما_يختلط_الدم_بأحمر_الشفاه
#ديراو_داتسيدا
إرسال تعليق