ألهاني عنك حد الإنشغال بك وحدك دون سائر مدائن الرحمن تراشق الحدائق بعبق ديارك حتى أصبحت في معاجم ولهي الوريثة الوحيدة لنسل الهيام و في قواميس هذياني المرادفة الأولى لبسمة السلام ...
و انا العربي ابن اللغة البار بالوطن ...و اللاجئ الغريب في عقر الديار ...حبيب مجازي لأرصفة المنافي و مجالس شهير لعبوس السجون و مرافق مرير اللوعة لقصص الشتات ...انا الأشعث الأغبر الأنيق بك رغم تعب القضية ...... حافي العروبة... لا سيف لي يلمع في براري نصرتك.... و لا رمح يحلق في سماء مجدك مشتاقا لصدور الغاصبين... و ما عذرت نفسي يوما نكاية في العار.... و ما كنت عنك من الغافلين ...
و لكم شككوا في عشقي لك و تندروا بهيامي بك في بلاط الوفاء... فانتصب قلمي الدامع جريح الصميم يبغي عن نفسه دفاعا من بعد إذن الحمام... و قلبي المليء بك يربت على سنه بلمسة مواساة و أسف مريرة... و يؤيده بنبض ثائر فصيح الغيرة ...
صافحت بياض الورق و القيت التحية على أسف المحابر ...ثم تشجعت و هممت بالرد... كتبت الكلمة الأولى فالثانية فالثالثة ...و عندما كتبت اسمك ارتجف حرفي المتمرد حياء منك و ثار في وتيني عشقك كأنه يبدأ الٱن و تغرغر الدمع في أعالي العين و احتقن التوق في أخاديد الزمان ... فانشغلت بانكساري عن الرد... و اكتفيت بسفر جديد مني إليك طيب الوصال مبارك الدرب و السجال ...يغنيني عن كل ترف في عوالم الإنسان و الجان.. يا قدس يا مأساة الريحان... أنت يا أمي التي من ميعاد و خير أهل و عمران....
إرسال تعليق