عندما نحب إنسانا ما لوجه القلب فإننا نحب معه كل أشيائه المتعلقة به... نحب بقايا حضوره العالقة فينا و نجواه الصاخبة الصمت المرتد من جدران الغياب ....و فتات شخصيته كاملا الذي تسلل إلى قلوبنا عن قصد أو في غفلة منا ...نحب جنونه ...نحب تعقله و تقلبات مزاجه ...نحب كل عيب قد يكرهه الٱخرين و نحب أكثر كل سجية قد يحبونها ....نحب ابتعاده و نحب اقترابه ... و لا نتصور طعما للحياة إن لم يخالطه طعمه ...كأنه مقرون باستمرارنا فيها و حبيب مستديم لممارستنا لها و بكل إقبال مهما كانت قاسية معنا ...إذ يكفينا وجوده فيها كي نراها أحلى ما يكون...
هذا هو الحب عندما يغتسل بمسك البراءة و يتشرب بنقاء السرائر و يمعن في الإغتسال في غدير الصفاء العذب النوايا ... إنه يوزع نبضنا على كل تفصيل من تفاصيل من ننبض بهم و تخفق أرواحنا لهم وحدهم دون غيرهم من العالمين....
هذا هو الحب ...كأس السم الحلوة التي حار في سلطانها كل إنسان ... إن شربنا منها تعذبنا ...و إن لم نشرب متنا قبل الأوان ...
إرسال تعليق